Labels

Jumat, 25 Mei 2012

خطبة المسجد الحرام - الشيخ سعود الشريم

  المحاورة وأثرها
ألقى فضيلة الشيخ سعود الشريم - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "المحاورة وأثرها"، والتي تحدَّث فيها عن المحاورة والمُجادلة بالتي هي أحسن، وأن لها أثرًا عظيمًا في تأليفِ القلوبِ، وإصلاحِ النفوس وتهذيبِها، وذكر أمثلةً ونماذجَ من مُحاورةِ الأنبياء لأقوامهم، ومُحاورة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين والكافرين من قومه، وكيف كانت المُحاورة تُؤثِّرُ في النفوس، وبيَّن أنها أيضًا تُؤثِّرُ على الأطفال في تربيتهم.

الخطبة الأولى
الحمد لله الكبير المُتعال، ذِي العِزَّة والملكوت شديدِ المِحال، أنزلَ علينا كتابًا مُبينًا ضربَ لنا فيه الأمثالَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، خيرُ من أُوتِيَ جوامِع المقال وأحسن الخِصال، فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى أزواجه وأصحابه والآل، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن أحسنَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعة المُسلمين فإن يدَ الله على الجماعة، والزَموا تقوى الله - سبحانه -؛ فهي الهدايةُ والنورُ، والسِّياجُ المنيعُ من الانحرافات والشُّرور، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور: 52].
أيها المسلمون:
في الليلة الظَّلماء يُفتقدُ البدرُ، وفي يوم الحرِّ الشديدِ يُستجلَبُ الظلُّ، ويُستعذبُ المورِدُ، وفي خِضَمِّ الفتن والخلافاتِ التي تموجُ كموجِ البحرِ، وإعجابِ كل ذي رأيٍ برأيِه، وهيَجانِ الإسقاط الفِكريِّ، والعلميِّ، والثقافيِّ، والإعلاميِّ؛ يبحثُ العاقلُ فيها عن قَبَسِ نورٍ يُضِيءُ له ويمشي به في الناسِ، أو عن طوقِ نجاةٍ يتَّقِي به أمواجَ البحر اللُّجِّيِّ الذي يغشاهُ موجٌ من فوقه موجٌ من المُدلهِمَّاتِ والزوابِعِ التي تجعلُ الحليمَ حيرانًا.
وإننا في هذه الآوِنة نعيشُ زمنًا تكاثَرَت فيه الوسائلُ المعلوماتية، وبلَغت حدًّا من السرعة جعلَت المرءَ يُصبِحُ على أحدث مما أمسَى به، ثم هو يُمسِي كذلك. إنها ثورةُ معلوماتٍ وبُركانٌ من الثقافات والمقالات والمُطارَحات التي اختلَط فيها الزَّيْنُ بالشَّيْن، والحقُّ بالباطلِ، والقناعةُ بالإسقاطِ القَسريِّ، حتى أصبحَ الباحثُ عن الحقِّ في بعض الأحيانِ كم يبحثُ عن إبرةٍ في كومةِ قشٍّ، وهنا تكمُنُ صعوبةُ المهمةِ، وتخطُرُ التَّبِعَة.
وربما لم يعُد أسلوبُ الأمس يُلاقِي رواجًا كما كان من قبلُ؛ وذلك لطُغيان المُشاحَّة وضعفِ الوازِعِ، ما يجعلُ أُسلوبَ المُحاوَرة والمُجادَلة بالتي هي أحسنُ سبيلًا أقومَ في هذا الزمن، وبخاصَّةٍ في مجال التربيةِ والإعدادِ والنُّصحِ والتوجيهِ، والنقدِ والخُصومة.
فكلِّ زنٍ وسيلتُه التي تُوصِلُه إلى غايةِ الأمسِ واليوم، ولا يعني هذا أن ما مضى كان خللًا، كما أنه لا يُلزِمُ أن الحاضِرَ هو الأمثلُ، وإنما لكل مقامٍ مقالٌ، ولكل حادثٍ حديثٌ، ولقد أحسن شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حين قال: "إذا عُرِف الحق سُلِك أقرب الطرقِ في الوصولِ إليه".
ربما كان الإسقاطُ والإلزامُ دون مُحاورةٍ أو تعليلٍ أسلوبًا سائدًا في زمنٍ مضى قد فرضَ تواجُده في الأسرة والمدرسة، ومنابر العلم والفِكر والإعلام، وربما كان مقبولًا إلى حدٍّ ما لمُلاءَمة تلك الطبيعة والمرحلة للمُستوى الخُلُقي والمعيشي والتربوي والعلمي. وما ذاك إلا لسريان مبدأ الثقة والاطمئنان بين المجموع، وهي في حِينها أدَّت دورًا مشكورًا، وسعيًا مذكورًا، كان مفهومُ التلقينِ فيها أمرًا إذا كان المُلقِّنُ هو الأعلى، وربما صار نُدبةً وطلبًا إذا كان المُلقِّنُ هو الأدنى، وقد يكونُ في حُكم الالتِماسِ إذا كان الطرَفَان مُتساوِيَيْن.
بَيْد أن المشارِبَ في زمننا قد تعدَّدت، والطرقَ المُوصِلة قد تفرَّعَت، ما بين مُوصِلٍ للغاية، أو هاوٍ بسالِكها إلى مكانٍ سحيقٍ، أو سالِكٍ وعرًا على شفَا جُرُفٍ هارٍ، قد بيَّن ذلكم بأوضح عبارة وأجمعِ كلِمٍ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه عنه ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: خطَّ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا خطًّا فقال: «هذا سبيلُ الله»، ثم خطَّ خطوطًا عن يمينِ الخطِّ ويساره وقال: «هذه سُبُلٌ على كلِّ سبيلٍ منه شيطانٌ يدعو إليه»، ثم تلا: « وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام: 153]» - يعني: الخطوط الذي عن يمينه ويساره -؛ رواه أحمد، والنسائي.
ومن هذا المُنطلَق كلِّه - عباد الله - يأتي الحديثُ بشَغَفٍ عن الحاجةِ إلى سيادةِ مبدأ المُحاوَرة والمُجادَلة بالتي هي أحسنُ في جميع شُؤون الحياة كما علَّمَنا ذلك دينُنا الحنيفُ، وكان رائدَنا فيها كتابُ ربِّنا وسنَّةُ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -؛ فالمُحاورةُ أسلوبٌ راقٍ، ووسيلةٌ مُثلَى تُوصِلُ إلى الغايةِ بكل أمنٍ وطُمأنينةٍ وأدبٍ وتأثيرٍ.
لأن اختلافَ الناس وتفاوُت عقولِهم، وأفهامهم، وأحوالهم النفسيَّة تفرِضُ طرقَ هذا المبدأ في زمنٍ كثُر فيه الجشَعُ، وشاعَت فيه الفوضَى، وأصبحَ التافِهُ من الناسِ يتكلَّمُ في أمر العامَّة.
المُحاورةُ - عباد الله - تبادُلُ حديثٍ بين اثنين أو أكثر، يُقصَدُ به: إظهارُ حُجَّةٍ، أو إثباتُ حقٍّ، أو دفعُ شُبهةٍ، أو رفعُ باطلٍ في قولٍ، أو فعلٍ، أو اعتقادٍ. وهي أسلوبٌ مُعتبرٌ في الكتابِ والسُّنَّة؛ فكتابُ الله به عشراتُ الآيات التي جاءت مُتضمِّنةً معنى المُحاورة، والسنَّةُ المُطهَّرة مليئةٌ بهذا الأُسلوبِ المُنبعِثِ من الخُلُق النبوي الهادفِ إلى هدايةِ الناسِ، والحِرصِ عليهم، والرحمةِ بهم، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128].
وإن أي مُجتمعٍ يُربِّي نفسَه ونفوسَ بنِيه على إجادَة إيصال الفِكرة إلى الغير بإقناعٍ ناتجٍ عن مُحاورةٍ وشفافيَّة - كما يقولون -، ومُجادلةٍ بالتي هي أحسنُ لا بالتي هي أخشنُ، فستصِلُ الفِكرةُ بكلِّ يُسرٍ ووضوحٍ لا يشُوبُه استِكبارٌ، وإذا لم تكن نتيجةً إيجابيَّةً فلا أقلَّ من أن الحُجَّة قامَت، والذِّمَّة برِئَت، ولسانُ الحالِ حينئذٍ هو قولُ المؤمنِ: فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [غافر: 44].
والحُكمُ هو الحُكمُ، والحقُّ هو الحقُّ، لن يتغيَّر؛ سواءٌ أكان بمُحاورةٍ أم لا، ولكن التغيُّر إنما يكونُ في القناعةِ بالحُكم وفهمِه والرِّضا به، ومعرفةِ حِكَم الشارعِ ومقاصِدِه.
ثم إن المُحاورة لا تعنِي باللُّزومِ اقتسامَ النتيجة بين المُتحاوِرَيْن، كما أن الوسطيَّة لا تعني التوسُّطَ بين أمرَيْن؛ لأن الوسطيَّة هي العدلُ والخِيار الذي لا مَيْلَ فيه لطرفٍ دون طرفٍ؛ بل أنَّى وُجِد الحقُّ فهو الوسطُ، وإن كان أدعياؤُه طرَفين لا ثالثَ لهما.
وهذه هي الغايةُ المرجُوَّة من المُحاورة، ومن جادلَ بالباطلِ ليُدحِضَ به الحقَّ؛ فقد قال الله عنه: الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ [غافر: 35].
لقد امتازَت المُحاورةُ في شريعتنا الغرَّاء بأنها عامَّةٌ في جميع شُؤون الحياة، ابتِداءً من أمور الاعتقاد، وانتِهاءً بتربية الأطفال؛ فمن أمثلة ما جاء في أبواب الاعتقاد: مُحاورة كل نبيٍّ لقومه، ومُجادلتهم بالحُسنى طمعًا في هدايتهم إلى صراط الله المُستقيم، وقد جاء في الحديث: أن قُريشًا اختلَفَت إلى الحُصين بن عِمران، فقالوا: إن هذا الرجلَ - يعنونَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يذكُرُ آلهَتنا، فنحن نحبُّ أن تُكلِّمَه وتعِظَه، فهب حُصينٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أوسِعوا للشيخِ». فأوسَعوا له، فقال حُصينٌ: ما هذا الذي يبلُغُنا عنك أنك تشتِمُ آلهَتنا وتذكُرُهم. فكان مما قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا حُصين! كم إلهًا تعبُد؟». قال: سبعةً في الأرض وإلهًا في السماء. قال: «فإذا أصابَك الضيقُ فمن تدعُو؟». قال: الذي في السماء. قال: «فإذا هلَكَ المالُ فمن تدعُو؟». قال: الذي في السماء. قال: «فيستجيبُ لك وحدَه وتُشرِكُهم معه؟! ..» إلى أن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا حُصين! أسلِم تسلَم». قال: إن لي قومًا وعشيرةً؛ فماذا أقولُ لهم؟. قال: «قُل: اللهم إني أستهدِيك إلى أرشدِ أمري، وأستجيرُك من شرِّ نفسي، علِّمني ما ينفعُني، وانفعني بما علَّمتَني، وزِدني علمًا ينفعُني». فلم يقُم حتى أسلَمَ؛ رواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وغيرُهم.
وقد دخل عديُّ بنُ حاتمٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نصرانيٌّ، فسمِعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ قولَ الله: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة: 31]. فقال عديٌّ: إنا لسنا نعبُدهم. قال: «أليس يُحرِّمُون ما أحلَّ الله فتُحرِّمُونَه، ويُحلُّون ما حرَّم الله فتُحِلُّونه؟!». قال: فقلتُ: بلى. قال: «فتلك عبادتُهم»؛ رواه أحمد، والترمذي، وغيرُهما.
فهذه هي مُحاورةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمور العقائد؛ لتكون نبراسًا لكلِّ مُسلمٍ حريصٍ على هدايةِ غيره أن يقتدِيَ بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واللهُ - جل وعلا - يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].
باركَ الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفَّارًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه.
وبعد:
فإن المُحاورةَ بالحُسنى خيرُ سبيلٍ مُوصِلٍ إلى الحقِّ والرِّضا لمن كان له قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهو شهيدٌ، فحينما تستحكِمُ الشهوةُ على فُؤاد المرء، ويشرئِبُّ قلبُه إلى المعصية؛ فإن مجرَّد النهرِ والزَّجرِ والكَهرِ بعيدًا عن أُسلوبِ المُحاورة الكَفيلِ بنزعِ فَتيلِ الإغراقِ في حبِّ الشهوات لا يحصُدُ من الفوائد ما تحصُدُه المُحاورةُ ذاتُها.
فقد جاء فتًى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! ائذَن لي في الزِّنا. فأقبَلَ القومُ عليه، فزجَروه، وقالوا: مَهْ مَهْ. فقال: «اُدنُه»، فدنَا منه قريبًا، فجلسَ. قال: «أتحبُّه لأُمِّك؟». قال: لا والله، جعلَني الله فِداءَكَ. قال: «ولا الناسُ يُحِبُّونه لأمهاتهم». قال: «أفتُحِبُّه لابنتِك؟». قال: لا والله يا رسول الله، جعلَني الله فِداءَكَ. قال: «ولا الناسُ يُحبُّونه لبناتهم». قال: «أفتُحِبُّه لأُختِك؟». قال: لا والله، جعلني الله فِداءَكَ. قال: «ولا الناسُ يُحِبُّونه لأخواتهم ..» الحديث، إلى أن قال: فوضعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَه عليه، وقال: «اللهم اغفر ذنبَه، وطهِّر قلبَه، وحصِّن فرْجَه»، فلم يكن بعد ذلك - الفتَى - يلتَفِتُ إلى شيءٍ؛ رواه أحمد.
هذه هي المُحاورةُ، وهذا هو أثرُها في إيضاح الأمر وإزالةِ الشُّبهة، وسلِّ الشهوةِ العَمياء.
وللمُحاورة في إزالة غشاءِ الظنِّ والشكِّ المُفضِيَيْن إلى اتِّهام النوايا والأعراضِ ما يجدُرُ أن تكون محلَّ نظر كل صادقٍ مُنصِفٍ حريصٍ على سلامة قلبه وذمَّته؛ فقد جاء أعرابيٌّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن امرأتي ولدَت غُلامًا أسود. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل لك من إبِلٍ؟». قال: نعم. قال: «فما ألوانُها؟». قال: حُمْرٌ. قال: «هل فيها من أَورَق؟» - أي: ما يَميلُ إلى السَّواد -. قال: إن فيها لوُرقًا. قال: «فأنَّى ترى ذلك جاءَها؟». قال: يا رسول الله! عِرقٌ نزَعَها. قال: «ولعلَّ هذا عِرقٌ نزَعَه»؛ رواه البخاري، ومسلم.
فلا إله إلا الله؛ كم زالَ من الظنِّ السيِّءِ بأهله بهذه المُحاورة، فقطَعت دابِرَ الشكِّ، وأغلَقَت بابَ الفُرقَة الأُسريَّة، ولا إله إلا الله؛ كم هو عظيمٌ أثرُ الطمأنينة حينما يُحسِنُ المرءُ استِجلابَها بمُحاورةٍ هادِئةٍ هادِفةٍ حادِيها الإخلاص والبحثُ عن الحقيقة، بعيدًا عن التنابُزِ والتنابُذ.
وفي تربيةِ الأطفال يكونُ للمُحاورة من الأثر والوقعِ على النفسِ أكثرُ من مُجرَّد التلقين والإسقاط القَسريِّ؛ فقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ بن عليَّ - رضي الله تعالى عنهما - قد أخذَ تمرةً من تمر الصدقةِ فجعلَها في فِيهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كَخْ كَخْ، ارْمِ بها، أما علِمتَ أنَّا لا نأكُلُ الصدقةَ؟!»؛ رواه البخاري، ومسلم.
فهل تستوي التربيةُ مقرونةً ببيان السببِ والحِكمةِ بتربيةٍ مُجرَّدةٍ عن ذلك؟! ولو كان مُجرَّد النهيِ كَفيلًا في التربيةِ لاكتَفَى - صلى الله عليه وسلم - بقولِه: «كَخْ»، ولكن إضافةَ شيءٍ من المُحاورة بالتعليلِ مع هذا الصبيِّ تُوقِعُ في النفسِ معنى الفهمِ الصحيحِ حينما يكونُ مُعلَّلًا لا مفروضًا دون أدنى بيانٍ.
ومع ذلك كلِّه - عباد الله -؛ فإن المُحاورة لا تعني تهميشَ المرجعيَّة الشرعيَّة، كما أن الدعوةَ إليها لا تعني أن تكون كل مُحاورةٍ سَبهلَلًا بلا زِمامٍ ولا خِطامٍ؛ بحيث تطغَى على الحقوق والحُرُمات، وتكونُ مُحاورةُ تكْأَةً لكل مُتشفِّي، لاسيَّما حين يطالُ ذلكم مقاماتٍ لها في الاحترامِ والمرجعيَّة والتقديرِ ما يستقيمُ به الصالحُ العام، ولا يفتحُ بابًا للفوضى والرَّميِ بالكلامِ كيفما اتفق.
ويشتدُّ الأمرُ خطورةً حينما يكونُ ذلكم عند الحديثِ عن العُلماء والوُلاة الشرعيِّين، من خلال جعلِ بعضِ المُحاورات كلأً لمُنابَذتِهم ومُنابَزتهم، وقد جعل لهم الشارعُ الحكيمُ من الحُرمة والمكانة ما تعودُ مصلحتُه على أمنِ واستقرارِ المُجتمع، بعيدًا عن الإرباكِ والإرجافِ بالمنظومةِ العلميَّة والقياديَّة.
يتجلَّى ذلكم بوضوحٍ فيما ثبتَ في "الصحيحين" من أن جماعةً ألحُّوا على أسامة - رضي الله تعالى عنه - أن ينصحَ عثمان - رضي الله عنه - أميرَ المؤمنين علانيةً في شأن الوليد بن عُقبة، فقال: "قد كلَّمتُه، ما دُون أن أفتحَ بابًا أكونُ أوَّلَ من يفتحُه".
قال الحافظُ ابنُ حجر: "أي: يفتحُ بابَ الإنكار على الأئمةِ علانيةً خشيةَ أن تفترِقَ الكلمةُ، ثم عرَّفَهم أسامةُ أنه لا يُداهِنُ أحدًا ولو كان أميرًا؛ بل ينصحُ له في السرِّ جُهدَه".
إنها مُحاورةٌ لطيفةٌ مع من يُلِحُّ عليه تُوصِلُ للحقيقةِ دون غُلُوٍّ أو جفاءٍ.
ولقد أحسنَ ابنُ عبد البرِّ في نقلِه عن بعضِ السَّلَف قولَه: "أحقُّ الناسِ بالإجلالِ ثلاثةٌ: العُلماء، والإخوان، والسلطان؛ فمن استخفَّ بالعُلماء أفسدَ مُروءَته، ومن استخفَّ بالسلطان أفسدَ دُنياه، والعاقلُ لا يستخِفُّ بأحدٍ".
إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [غافر: 56].
هذا وصلُّوا - رحمكم الله - على خيرِ البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، صاحبِ الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ قد بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِه، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون -، فقال - جل وعلا -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب : 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمد، صاحبِ الوجهِ الأنور، والجَبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعن التابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسنةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حيُّ يا قيُّوم، اللهم أصلِح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلِح أحوال إخواننا المُسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوالَهم، اللهم كُن مع إخواننا المُضطهَدين في سُوريا، اللهم كُن مع إخواننا المُضطهَدين في سُوريا، اللهم انصُرهم على من ظلَمَهم ومن عادَاهم، اللهم اجعل شأن من ظلَمهم في سِفال، وأمرَه في وَبال يا ذا الجلال والإكرام.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
سبحان ربِّنا رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

خطبة المسجد النبوي - الشيخ عبد المحسن القاسم

الصبر على البلاء

ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: " الصبر على البلاء"، والتي تحدَّث فيها عن البلاء والكروب التي تحلُّ ببني آدم منذ أن أكلَ آدمُ أبو البشر - عليه السلام - من الشجرة، وأُهبِطَ إلى الأرض، وهم ينتقلون من بلاءٍ إلى بلاءٍ، وأن أعظمَ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الصالِحون، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، وبيَّن بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية عِظَمَ البلاء، ووجوب الصبر عليه؛ لينالَ العبدُ الأجرَ بذلك.
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى؛ فالتقوى لا يقبلُ ربُّنا غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها.
أيها المسلمون:
خلق الله آدمَ وأسكنَه جنَّته وكان فيها من المُكرَّمين، لا يجوعُ فيها ولا يعرَى، ولا يظمأُ فيها ولا يضحَى، ونهاه الله أن يقرَبَ الشجرةَ، ولما رأى الشيطانُ أن آدم مُنعَّمٌ في الجنة وسوسَ إليه، وأقسمَ له بالله أنه إن أكلَ من الشجرة لم يخرُج من الجنةِ، ولحِكمةٍ عصى آدمُ ربَّه وأكلَ من الشجرة، وبمعصيته هذه أُهبِطَ هو وزوجتُه إلى الأرض بعد لذَّة الجنةِ وراحتها، فكابدَ هو وذريَّتُه المشاقَّ والهمومَ، قال - جلَّ شأنه -: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ [البلد: 4].
قال الحسن - رحمه الله -: "يُكابِدُ مضايِقَ الدنيا وشدائدَ الآخرة".
ولم تصْفُ الدُّنيا لأحدٍ؛ فهي دارُ بلاءٍ، ولذَّاتُها مشوبةٌ بالأكدار، وأمرُها لا يدومُ على حالٍ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران: 140]، ليسعدُ تارةً ويحزنُ أخرى، ويعتزُّ حينًا ويُذلُّ حينًا.
وأشدُّ الناسِ بلاءً وكربًا في الحياة هم الأنبياء؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «إن أشدَّ الناسِ بلاءً: الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثلُ»؛ رواه النسائي.
فقد لبِثَ نوحٌ - عليه السلام - في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، لاقَى منهم فيها شدَّة ومكرًا واستِكبارًا.
قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -: "وكانوا يقصِدون أذاه، ويتواصَون قرنًا بعد قرنٍ، وجيلًا بعد جيلٍ على مُخالفته".
فدعا على قومه فعمَّهم الطوفان، ونجَّاه الله منه ومن قومه؛ قال - سبحانه -: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [الأنبياء: 76].
وإبراهيم - عليه السلام - ابتُلِيَ بذبحِ ابنه إسماعيل ففداهُ الله بذِبحٍ عظيمٍ، وأضرمَ قومُه نارًا لإحراقه فجعلَها الله عليه بردًا وسلامًا.
ويعقوبُ - عليه السلام - فقدَ أحبَّ أبنائِه إليه، ثم فقدَ آخر وبكى على فقدهما حتى جفَّ دمعُه وفقدَ بصرَه، قال - سبحانه -: وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ [يوسف: 84]، فبثَّ شكواه وحُزنَه إلى الله فجمعَ له ولدَيْه ورفعَه يوسف على عرشِه.
ويوسفُ - عليه السلام - أُلقِي في الجُبِّ وبِيعَ بثمنٍ بخسٍ ولبِثَ في السجنِ بِضعَ سنين، وفارقَ والدَيْه، فاصطفاه الله وجعلَه من المُرسَلين، وجمعَ له أبوَيه، وجعلَه على خزائنِ الأرض، وكان عند قومِه مكينًا أمينًا.
وفرعونُ آذى موسى وهارون ومن معهما من المؤمنين، فخرجوا فارِّين منه، فلحِقَهم فرعونُ بجنوده، فكان البحرُ أمامَهم وفرعونُ بجُنده خلفَهم، و قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء: 61]، فقال موسى - عليه السلام -: كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 62]، فجعلَ الله لهم البحرَ طريقًا يبَسًا، فلما جاوَزوه أطبقَ الله البحرَ على فرعون وجُنودِه، فكانوا من الهالكين، قال تعالى: وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [الصافات: 114، 115].
وأيوبُ - عليه السلام - طالَ عليه كربُ المرض فما أيِسَ من الله، وكان يدعُوه: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء: 83]، فرفعَ الله ضُرَّه ووهبَ له أهلَه وضِعفَيْن معهم.
وزكريَّا - عليه السلام - وهَنَ عظمُه واشتعلَ رأسُه شيبًا وبلغَ من الكِبَر عِتيًّا، وحُرِم الولد، فدعا ربَّه نداءً خفيًّا أن يهبَه ولدًا، فرزَقَه الله يحيى وأقرَّ عينَه بصلاحه، وجعله الله نبيًّا رسولًا.
ومريمُ - عليها السلام - كُرِبَت بما رُمِيَت به من ولادتها بعيسى من غير زوجٍ، فأنطقَ الله مولودَها وهو في المهد: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا [مريم: 30].
ونبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - نشأَ يتيمًا، ومات جدُّه، ثم مات وجيهاه في الدعوة: أبو طالبٍ وخديجةُ في عامٍ واحدٍ، وأُسرِيَ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدسِ، وعُرِج به إلى السماء السابعة، ثم عادَ من ليلته إلى مكَّة، وأخبرَ قُريشًا الخبرَ وخشِيَ ألا يُصدَّقَ فلا يُؤمِنوا، ففرَّجَ الله عنه كربَه، قال - عليه الصلاة والسلام -: «لقد رأيتُني في الحِجرِ وقُريشٌ تسألُني عن مسرايَ، فسألَتني عن أشياء من بيتِ المقدسِ لم أُثبِتها، فكُرِبتُ كربةً ما كُرِبتُ مثلَه قطُّ»، قال: «فرفعَ الله لي أنظُرُ إليه، ما يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُهم به»؛ رواه مسلم.
والدينُ وصلَ إلينا بعد عناءٍ ومشقَّة؛ فقد لاقَى النبي - صلى الله عليه وسلم - من شدَّة الوحيِ ما لاقَى، فكان إذا نزلَ عليه الوحيُ يُنكِّسُ رأسَه، ويتفصَّدُ عرقُه من جبينِه في الليلة البارِدة، قال عُبادةُ بن الصامتِ - رضي الله عنه -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أُنزِلَ عليه الوحيُ كُرِبَ لذلك وتربَّدَ وجهُه" - أي: تغيَّر؛ رواه مسلم.
واشتدَّت كُرُبات النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته؛ من أذى قومه له، وسُمِّه، وسحره، والكيدِ به، وموتِ أبنائِه، وكُربةٌ لاقاها جميعُ الرُّسُل، وهي: التكذيبُ والسُّخريةُ، قال - سبحانه -: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ [فاطر: 4]، وقال - جلَّ شأنه -: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات: 52].
ولا تزالُ كُروبُ الدنيا بالإنسان حتى تُنزعَ رُوحُه؛ قال أنسٌ - رضي الله عنه -: "لما ثقُلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلَ يتغشَّاه - أي: الموت -، فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: واكربَ أباه. فقال لها: «ليس على أبيكِ كربٌ بعد اليوم» - أي: من كُروب الدنيا"؛ رواه البخاري.
ولئن انقضَت مِحنُ الدنيا بالموت، فسيُلاقِي الخلقُ كربًا قادمًا شديدًا عليهم؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «يجمعُ الله يوم القيامة الأولينَ والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ، فيُسمِعُهم الداعي، وينفُذُهم البصرُ، وتدنُو الشمسُ، فيبلُغُ الناسَ من الغمِّ والكربِ ما لا يُطيقُون وما لا يحتمِلون»؛ رواه مسلم.
وبعد، أيها المسلمون:
فالإنسانُ في بلاءٍ وشدَّةٍ حتى يضعَ قدمَه في الجنة، وبرحمة الله وفضلِه شرعَ - سبحانه - أسبابًا لزوالِ الخُطوبِ؛ فتوحيدُ الله هو أسرعُ مُخلِّصٍ للكُروب، وقد فزِعَ إلى ذلك يونسُ - عليه السلام - فنُجِّيَ من الغمِّ؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: «دعوةُ ذي النُّونِ: لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين، ما دعا بها مكروبٌ سبعَ مراتٍ إلا فرَّجَ الله كربَه»؛ رواه أبو داود.
قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "لا يُلقِي في الكُرَبِ العِظام سِوى الشرك، ولا يُنجِّي منها إلا التوحيدُ، وقد علِمَ المُشرِكون أن التوحيدَ هو المُنجِّي من المهالِكِ؛ ففرعونُ نطقَ بكلمةِ التوحيد عند غرقه لينجُو ولكن بعد فواتِ الحين".
والتوكُّلُ على الله وتفويضُ الأمر إليه يكشِفُ ما نزلَ، قال - سبحانه -: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ [الأنعام: 64].
ولما لجأَ الرجلُ المؤمنُ من آل فرعون إلى الله كُفِي شرُّ قومه، قال - سبحانه - عنه: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ [غافر: 44، 45].
والتضرُّع إلى الله بالدعاء سببُ تغيُّر الحال، قال - سبحانه -: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62].
والصلاةُ مُزيلةٌ للهموم كاشِفةٌ للغموم، والله - سبحانه - أمرَ بالاستعانةِ بها عند حُلولِ المصائبِ، قال - سبحانه -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ [البقرة: 153].
وذكرُ الله أنيسُ المكروبين، قال - جلَّ شأنه -: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ [الحجر: 97، 98].
وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا نزلَ به كربٌ قال: «لا إله إلا الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ العرشِ الكريم»؛ رواه البخاري.
والاستِرجاعُ عزاءٌ لكلِّ مُصاب، قال - جلَّ شأنه -: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 155، 156]. وحسبُنا الله ونِعم الوكيلُ قالَها الخليلان عند الشدائد.
والاستغفارُ سببُ تفريجِ الخُطوبِ؛ لأن الذنوبَ هي مُوجِبُ الكُروب، قال - سبحانه -: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال: 33].
والتوبةُ تحطُّ السيئات وتُفرِّجُ الكُرُبات، قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف: 168].
ومن عاملَ اللهَ بالتقوى والطاعة في حال رخائِه عاملَه الله باللُّطفِ والإعانةِ في حال شدَّته، قال - عليه الصلاة والسلام -: «تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفكَ في الشدَّة»؛ رواه الحاكم.
قال أبو سُليمان الدارانيُّ - رحمه الله -: "من أحسنَ في ليله كُفِيَ في نهاره".
والتزوُّد من الطاعات تُفرِّجُ الهمومَ، قال - سبحانه -: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2، 3].
والصدقةُ والبرُّ وصِلةُ الرَّحِم سببُ زوالِ المِحَن، قالت خديجةُ - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلَ عليه الوحيُ وخشِيَ على نفسه، قالت له: "كلا والله، لا يُخزِيكَ الله أبدًا؛ إنك لتصِلُ الرَّحِم، وتصدُقُ الحديثَ، وتحمِلُ الكلَّ، وتقرِي الضَّيفَ، وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ"؛ رواه البخاري.
والله وعدَ عبادَه بالفرجِ بعد الشدَّة، وإذا اشتدَّ الكربُ لاحَ الفرَج، وحُسنُ الظنِّ بالله واجبٌ، والتفاؤُلُ بزوالِ ما نزلَ من المصائبِ من حُسن المُعتقَد، قال - سبحانه -: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح: 5، 6].
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لو دخلَ العُسر في حجرٍ لجاء اليُسرُ حتى يدخُلَ عليه".
والصبرُ أجرُه بلا حسابٍ، واختيارُ الله لعبده أرحمُ من اختيارِ العبدِ لنفسه، والحياةُ الباقيةُ هي الدارُ الآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء: 35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون:
من ابتعدَ عن الدين زادَت كُروبه، قال - سبحانه -: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام: 125].
ومن فرَّج الله كربَه ولم يشكُر نعمةَ الله على زوال الكُربة فقد توعَّدَه الله بمكره وعقوبَته، قال - سبحانه -: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا [يونس: 21].
والمؤمنُ إذا ابتُلِيَ صبَرَ، وإذا أذنبَ استغفر، وإذا أُنعِمَ عليه شكَرَ.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم رُدَّهم إليك ردًّا جميلاً.
اللهم انصر المُستضعفين من المؤمنين في الشام، اللهم كن لهم وليًّا ونصيرًا.
اللهم عليك بمن آذاهم، اللهم زلزِل الأرضَ من تحت أقدامهم.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23].
اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعل عمله في رِضاك، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]

Minggu, 13 Mei 2012

Sederhana dan Hangat, Kegiatan Haflah Takharruj Mahasiswa Indonesia di Madinah

Tidak kurang dari 150 mahasiswa Indonesia S1, S2 dan S3 di Universitas Islam Madinah (UIM) berkumpul untuk mengikuti acara Haflah Takharruj (syukuran wisuda) tahun 2012 di Istirohah (tempat peristirahatan) Al-Nuris di pinggir kota Madinah, Sabtu malam (12/5/2012).

Kegiatan yang berlangsung secara sederhana di ruang terbuka (outdoor) tersebut dibuka oleh sambutan-sambutan oleh ketua panitia sekaligus Ketua Kemanduban Mahasiswa Indonesia UIM Sdr. Hudzaifah, perwakilan mahasiswa Dirasat Ulya (pascasarjana) Sdr. Anas Burhanuddin, Konsul Muda Pensosbud KJRI Jeddah Nur Ibrahim dan Atase Pendidikan dan Kebudayaan KBRI Riyadh Dr. M Lutfi Zuhdi.



Ketua panitia menyampaikan bahwa mahasiswa Indonesia yang akan diwisuda dalam waktu dekat ini berjumlah 40-an orang dimana 15 orang diantaranya dinyatakan telah lulus ujian tahriri (tulis) untuk melanjutkan kuliah S2 di UIM pada tahun ini.

Di sela-sela sambutannya, Sdr. Anas menyampaikan apresiasi yang tinggi kepada para pejabat KJRI Jeddah dan KBRI Riyadh yang selama ini telah aktif menghadiri dan mendukung berbagai kegiatan kemahasiswaan yang diadakan di Madinah.

Ia juga sempat berbagi pengalamannya ketika bertemu dengan beberapa mahasiswa Indonesia yang menuntut ilmu di negara-negara lain. Mereka nampak terkejut dan tidak mengira bahwasanya perhatian Perwakilan RI di Arab Saudi begitu besar terhadap mahasiswa Indonesia di sana.

Pada sambutan lainnya, Konsul Muda Pensosbud KJRI mengucapkan selamat kepada para mahasiswa S1 yang akan diwisuda dan kembali ke tanah air.

“Selamat mengamalkan ilmu yang kalian dapatkan dan selamat mengaktualisasikan diri di lingkungan masing-masing”, ujarnya seraya menjelaskan banyaknya peran positif maupun profesi yang dapat diambil dan digeluti oleh para alumni UIM sekembalinya ke tanah air.



Sedangkan Atdikbud KBRI Riyadh dalam sambutannya mengembuskan optimisme kepada para hadirin dengan mengemukakan beberapa fakta yang menjadikan Indonesia sebagai salah satu negara yang perekonomiannya terus tumbuh seiring meningkatnya jumlah kelas menengah. “Indonesia juga termasuk negara dengan rasio hutang terkecil di dunia, yaitu sebesar 24 persen”, imbuhnya.

Tidak hanya itu, Atdikbud juga mendorong para alumni UIM untuk memanfaatkan peluang usaha yang ada. “Meningkatnya jumlah jamaah umroh Indonesia ke Arab Saudi yang sangat signifikan dalam dua tahun terakhir merupakan hal yang positif sekaligus membuka peluang bagi adik-adik yang akan kembali ke Indonesia untuk menggeluti bisnis di bidang travel umroh”, ujarnya sambil berkelakar.

Acara yang berlangsung hangat tersebut juga diisi penyampaian pesan dan kesan dari dua orang perwakilan mahasiswa S1 yang akan diwisuda, yaitu Sdr. Rahman Hakim dan Sdr. Hasan.

“Salah satu peristiwa yang paling berkesan pada diri saya adalah ketika saat pertama kali menginjakkan kaki di kampus UIM, saya langsung diajak oleh senior untuk shalat Maghrib dan Isya berjamaah di Masjid Nabawi dan ikut mengaji di halaqah bersama para masyaikh”, kata Hasan.

Selanjutnya acara turut dimeriahkan dengan pembacaan puisi dan pembagian hadiah kepada para pemenang kompetisi sepakbola dan lomba lari estafet yang diselenggarakan oleh panitia.

Tepat pukul 23.00 waktu setempat, acara ditutup dengan pembagian tiket kepulangan ke tanah air bagi seluruh mahasiswa UIM, baik yang telah menyelesaikan studi maupun yang akan mengambil liburan tahunan pascaujian.—PFP II (KJRI Riyadh)

Sabtu, 12 Mei 2012

-:: Derita kami, karenamU ::-


Mas, Mbaa’, pa kabar semuanya? Gimana kondisi?? Nas-alullah Al 'Afiyah, mudah-mudahan senantiasa diberikan kesehatan. Kali ini saya mau ngajak sampean2 ikut sharing seputar sesuatu yang selama ini lumayan berhasil ‘menganggu’ alam pikir saya ^_^ Upzz, apa sih? Hehe…Mau tau kan?
Ok, saya lanjutkan ya, tapi sebelumnya saudara-saudariku sekalian sekedar mengingatkan sesama alangkah baiknya apapun kesibukan kita tidak sampai melalaikan kita dari membaca Al Qur’an. Untuk kali ini yuk kita simak baik-baik firman Allah dalam surat Ar-Ruum ayat ke-21:
 “Dan di antara tanda-tanda kekuasaan-Nya adalah Dia menciptakan untuk kalian istri-istri dari jenis kalian sendiri, supaya kalian cenderung dan merasa tenteram kepadanya, dan dijadikan-Nya di antara kalian mawaddah dan rahmah. Sesungguhnya pada yang demikian itu benar-benar terdapat tanda bagi kaum yang berfikir.” (Ar-Ruum: 21)
Saudara-saudariku, saya yakin ayat ini sering kita dengarkan pas acara walimahan. Tapi bukan berarti kita hendak berdiskusi seputar pernikahan lho. Di sini saya mau mengetengahkan satu point bahwa salah satu keadilan dan kebijaksaan Allah ialah ciptakan kita semua berpasangan. Ada "eMas dan ada eMbaa’". Masnya buat eMbaa’. Mba’nya buat eMas. Coba kebayang ga kalo eMas buat eMas, kaga mgkn kan? Masa pisang makan pisang…hehe (Na'udzubillah min Irshad Manji) 
Saya awali dengan sedikit keluh kesah saya pada sebagian dari saudariku. Ga tahu kenapa, saya sekarang ini sering kepikiran plus prihatin ngeliat saudari-saudariku di luar sana. Loh kenapa emang?? Hehe…Kasih tau ga yaa?:) Saya benar-benar khawatir sama sebagian kaum muslimah (apalagi shabat, saudara yang saya kenal) di luar sana yang lebih seneng buka2 auratnya (kasian tau mbaa’) soalnya mata saya ini susah banget diajak ‘musyawarah’ (kaya anggota DPR aja musyawarah).
Sejak saya mulai semangat belajar Islam (mondok sewaktu sma), saya sedikit demi sedikit saya jadi mengenal Islam lebih baik. Ajaran yang mengajak manusia kembali ke fitrahnya, yaitu sesuai tuntunan Allah dan RasulNya. So, mau ga mau saya mulai tahu konsekuensi status saya sbg seorang muslim merupakan nikmat yang besar. Saya pun mulai tahu bahwa mata ini salah satu amanah dari Allah, agar terus dijaga. Dari mulai buka mata bangun tidur, trus keluar rumah ampe balik lagi ke ranjang menutup mata saya harus berusaha mengontrol baik2 mata saya ini fulltime non-stop, itupun ala kadarnya. Masih sering pula kena gangguan sinyal iman yg suka sambung-putus (huft..ga cape dueeh..!!)
Bayangin kawan, aktivitas seharian, ga di jalan, ga di pasar, ga di kampus (pas masih di jkarta), bahkan ga di desa sekalipun, kemanapun mata memandang sesekali bahkan lebih kali ada aja wanita yg (semoga Allah beri hidayah mereka) tersingkap auratnya…(gawaatt kuadrat!!).
Liat ke depan (afwan, jangan suudzon dulu ya:) nampak wanita berbodi ‘gitar’, hadap kanan dapet produk “I can see you” (hiii…atut), pindah haluan ke kiri dikasih “topless” (wadah krupuk), balik kanan bubar jalan eh ada juga “Dada membentang” . Wess, akhirnya Q hanya bisa ngelus dodo sambil istighfar. Allahummaghfirli dzanbi wa hasshin furuji…Hanya dua arah yang agak membuat tenang, mendongak ke atas langit atau menunduk ke  bawah tanah.
Kalaupun ada saudariku yang bertanya, “Mas e suka ga sama cewek (cantik lagi)?”. Owalah mbaa’ ga usah ditanya, ya pasti lah mbaa’ lha wong saya seorang lelaki. Sebagai seorang kaum adam, muslim, secara fitroh tentu saya (dan akhi2 yg lain juga^^) punya kecenderungan kepada lawan jenis. Dan Alhamdulillah, saya lebih tenteram ‘melihat’ kaum muslimah mengenakan jilbab, lebih-lebih berhijab (lho malah curhaT toh mas??). Justru kalo ada yang jawab “Nggak”, itu patut diwaspadai. Berarti ada 2 kemungkinan. Bisa jadi yg njawab tadi bukan laki-laki sejati, atau kemungkinan ke-2 sejatinya dia bukan laki-laki^^. Kog gitu? Lha itu kan fitrahnya lelaki suka sama wanita. Ya, wajar saja asal pada tempatnya. Artinya, kalo benar-benar suka sama wanita berarti harus mau mengikuti sunnatullah, berani menikahi, itu baru wajar. Tapi kalo dengan cara lain namanya kurangajar (ga boleh..!!).
Analisaku…
Tidak saya pungkiri memang pesona sampeyan wahai Kaum Hawa sangat memikat hati para lelaki termasuk saya pribadi. Karena memang sampeyan2 ini sosok yang anggun, mempesona lagi menyejukkan pandangan. Saya yang lemah pun ‘sering’ tak kuasa menatap bidikan paras yang kadang membuat iman terasa hampir lepas (kudu Istighfar terus mas). Tapi dengan itu tak lantas saya rela sampeyan2 ini hanya jadi pemuas mata belaka.
Andai kau tauuuu . . !!
Tau apaaa?? Kalo saja saudari tahu apa yang sedang dipikirkan laki2 tatkala melihat mereka berpakaian -maaf ya- “seksi”, saya yakin saudariku sekalian pasti ga akan pernah mau tampil seperti mereka (dosa!!) kecuali bagi mereka (bukan mba’ lho) yang memang merelakan aset berharga satu-satunya dirampas begitu saja oleh kaum lelaki.
Andai aku seorang wanita…(Alhamdulillah bukan, beraaatt choe..hehe)
Banyak wanita yang sampai sekarang belom menyadari akan misi-misi busuk para pemuja ‘selangkangan’, orang-orang kafir barat yang menggembar gemborkan hak asasi manusia, memuji setinggi langit para wanita yang mau diperdaya yang rela memamerkan ‘kemolekan tubuhnya’ dengan penampilan seksi di depan khalaya’, bahkan mereka diberi gelar “Ratu Kecantikan, Ratu Sejagad ataupun Miss Univers”, juga gelar2 semisal agar wanita merasa seakan-akan diangkat harkat dan martabatnya. Wiiihh, Hati-hati MbaK’.., Itu bohong!!, katanya mBaa’ akan dihargai, mBaa’ akan tetap eksis, mba’ akan dijunjung tinggi kehormatannya layaknya seorang artis atau ratu model (baca: modal madul), No…No...No…!! Kallaa (sekali2 tidak) wahai saudarikuuu…. Sejatinya saudari benar2 hendak direndahkan sehina-hinanya. Karena tabiat lelaki (kecuali yang dirahmati) membayangkan wanita itu sebagai objek pemuas syahwat, semakin sampean berani mempertontonkan tubuh sampean, maka semakin membuat mata lelaki terpacu buat nelanjangin seluruh tubuh sampean (masih ga percaya??). Bahkan mereka berharap sampean mau tampil lebih dan lebih seksi. Sampai ujung2nya, ‘lek gak ati-ati’ sampean benar-benar akan ditelanjangi. Pada akhirnya sampean bisa diajak begini ni ni ni…, begitu tu tu tu…hehe (Nah, kalo ky’ gini siapa yang diuntung??). Wal’iyazubillah . . .


>>Seorang pelawak papan atas pun turut kontribusi dalam merendahkan martabat seorang wanita dengan candanya “Wanita itu apa..? Wan artinya perawan, Ni artinya nitip, Ta artinya senjata. Jadi Wanita itu artinya perawan tempat menitipkan senjata” . .>Astaghfirullaah<. .

Walhasil..??
Kalau sampai sesuatu yang buruk terjadi pada diri mBaa’,…gimana hayooo?? Monggo dilihat kasus yang di busway, di pertokoan, di sekolah, di pasar, di angkot di mana2 banyak tindakan asusial (asusila), pelecehan sexual, bahkan sampai pada perko**an. Lalu ini semua salah siapaa?? Saya yakin sampean jawabnya lelaki bukan?? Owww tidak bissaaaa…betapa tersiksanya jd lelaki di zaman skrg. Biar kita ‘fair’ neh yukz kita dengerin aja kata seorang bijak berikut ini,  “Kalau boleh saya ibaratkan, tak ada pembeli kalau tidak ada yang jual. Simpel saja, orang pasti akan beli kalau ada yang nawarin. Apalagi barang bagus itu gratis, wah pasti semua orang akan berebut untuk menerima. Nah apa bedanya dengan anda menawarkan penampilan seksi anda pada khalaik ramai, saya yakin siapa yang melihat ingin mencicipinya” (Bettooll…??)
Beraaaatt,…Begitulah yang saya alami sehari-hari. Di samping fitrah lelaki sarat akan kemauan tinggi. Pun iman yang selalu fluktuatif, tak ada jalan kecuali tetap terus membentengi diri sendiri. Tak cukup dengan menata hati tanpa mengikuti tuntunan Ilahi. Padahal benteng yang kokoh pun bisa roboh jikalau tanpa Allah Yang Maha Mengawasi Dzat yang memberi mata ini. Saya yakin banyak kaum lelaki yang punya dilema seperti saya. Saya pun hanya bisa berusaha terus-menerus mengaplikasikan firman Allah: 

“Katakanlah kepada laki-laki beriman: Hendaklah mereka menundukkan pandangannya dan memelihara kemaluannya.” (QS. An-Nur: 30)
”Dan katakalah kepada wanita beriman: Hendaklah mereka menundukkan pandangannya dan memelihara kemaluannya.” (QS. An-Nur: 31)
 "Gudhul bashor akhi,..." Potret Sahabat Sejati Saling Menasehati..:)


Himbauan (ditujukan para muslimah sejati)!
Mafhuum…?:), sekarang sampean semua sudah pada tahu kapasitas kami,…apakah sampean rela kami tersiksa lantaran menikmati dari sampean apa yang tidak Allah halalkan…hingga kami tak mampu lagi membedakan ‘sengsara membawa nikmat’ maupun ‘nikmat membawa sengasara’  (tegakah dirimu...?). Walhasil pesan kami, jilbabilah perhiasanmu maka kamipun akan menghargaimu dan berhijablah sesuai tuntunan Rabbmu maka Dia selalu menjagamu . . . ~,~

Mulai sejak dini
Bagi saya pribadi mewakili kaum Adam sejati, kami sampaikan,” Jikalau saudari mau berjilbab apalagi berhijab…tak kuasa kami katakan kalau penampilan saudari sungguh menawan dan nyaman di hati, anggun, cantik, mempesona dan sejuk dipandang mata.  Betul begitu...?? ^0^

---" SALAM HORMAT KAMI
 UNTUKMU PARA MUSLIMAH SEJATI "---

Ya Rabb, karuniakanlah pada diri kami rasa takut kepadaMu sebagaimana Engkau karuniakan kepada NabiMu Yusuf ‘alaihis salam tatkala dia diajak berzina oleh wanita yang belum halal baginya di sisiMu, sehingga kami takut akan melanggar setiap laranganMu.










Jumat, 11 Mei 2012

Astaghfirullah… Habib Hasan Assegaf Bolehkan Zina


 (nahimunkar.com)- Pada hari Senin tanggal 07 Mei 2012 kemarin, Maryam wanita pemberani yang pertama kali melaporkan kebejadan Habib Hasan Assegaf pimpinan Majlis Taklim Nurul Mustofa, kembali mengungkap fakta tambahan.
Menurut Maryam, guru ngaji dari Kampung Kandang, yang juga merupakan menantu Haji Atung ini mengatakan, bahwa Habib Hasan Assegaf MEMBOLEHKAN ZINA.
“Saya denger sendiri dia bilang, zina itu nggak apa-apa.” Begitu pengakuan Maryam kepada wartawan di Komisi Nasional Perlindungan Anak (Komnas PA).
Sejak mendengar pernyataan amoral Habib Hasan Assegaf itu, sontak Maryam pun menarik diri dari majlis taklim Nurul Musthofa. Ia keluar.
Di Komnas PA, Senin 07 Mei 2012, Maryam juga menyerahkan sejumlah bukti perbuatan tidak senonoh yang pernah dilakukan Habib Hasan Assegaf. Bukti-bukti tersebut  berupa print out BlackBerry Messanger (BBM), sejumlah pesan di Facebook.
Salah satu print out BBM yang diperlihatkan Maryam kepada kalangan pers, antara lain berupa percakapan antara Habib Hasan yang menggunakan nama Assegaf dengan salah seorang korbannya, seperti berikut:
Korban: “kaya dngerin lagu barat gitu bib, trus lagu pop..?”
Habib Hasan:  ”Jgn lg barat nonton porno boleh
Pada print out BBM lainnya, Habib Hasan menyebutkan bahwa perbuatan onani itu tidak berdosa.
Selama ini masyarakat menyimpukan bahwa Habib Hasan Assegaf selain mengidap homoseksualitas, juga pedofilia, yaitu penyakit kelainan orientasi seks yang cenderung melampiaskan hasrat birahinya kepada anak lelaki muda (usia belasan tahun). Penyakit Hasan Assegaf tak juga sembuh meski ia sudah beristri (2004).
Selain Maryam, seorang ibu yang tidak mau disebutkan namanya juga mendatangi Komnas PA, di Jalan MT Haryono, Pasar Rebo, Jakarta Timur. Sang ibu merupakan orangtua H (16 tahun) korban pelecehan seksual Habib Hasan.
Ia bersama Maryam mendatangi Komnas PA pada Senin 07 Mei 2012 kemarin, dalam rangka membeberkan beberapa bukti baru, yang terekam dalam sejumlah video. “Beberapa video dari jemaah yang berisi doktrin Hasan. Dalam video itu jemaah mengatakan bahwa dia lebih cinta pada Hasan daripada Nabi Muhammad.”
Namun kepada wartawan sang ibu tak ingin bertutur lebih jauh karena takut mendapatkan tekanan dari pihak Habib Hasan. Menurut Maryam, tidak sedikit dari korban maupun saksi yang mendapatkan ancaman dari orang-orang tak dikenal.
Pihak pengancam mengatakan, laporan saksi dan korban merupakan rekayasa. Bahkan, Maryam beberapa kali dikirimi surat kaleng bertuliskan ancaman mati. Namun wanita pemberani ini tidak gentar.


***
Ini Bukti BBM Seronok Habib Hasan kepada Santri
Tribunnews.com – Senin, 7 Mei 2012 17:24 WIB
JAKARTA - 13 lembar print out hasil percakapan Habib Hasan dengan korban di jejaring sosial facebook, BlackBerry Messenger dan foto-foto Habib H, diserahkan Maryam ke Komisi Nasional Perlindungan Anak (Komnas PA).
Maryam adalah seorang saksi kasus dugaan pencabulan yang dilakukan Habib H.
“Dia (Habib H) bilang tidak memiliki akun facebook dan BlackBerry. Ini buktinya, dia memiliki akun facebook dan BB,” kata Maryam yang juga mantan jamaah pengajian Majelis Taklim Nurul Mustofa kepada wartawan, Senin (7/5/2012).
Wanita bercadar hitam itu sebenarnya enggan diwawancarai terkait kasus pencabulan Habib Hasan karena tak didampingi korban dan pengacaranya. Ia datang bersama seorang ibu berinisial I, yang anaknya menjadi korban kebejatan sang habib.
Dalam print out percakapan di BBM, jelas tertulis akun dengan nama ‘Assegaf’ yang berisi percakapan dengan seorang korban misalnya berisi soal hukum mendengarkan lagu barat dan lagu pop.
Pertanyaan seorang santri menyatakan: “kaya dngerin lagu barat gitu bib, trus lagu pop..?” kemudian dijawab oleh Habib H: “Jgn lg barat nonton porno boleh”.
Tak percaya dengan jawaban si Habib, korban mempertanyakan keseriusan jawaban tersebut. Lalu dibalas dengan jawaban lain yang intinya menurut Habib H onani itu tidak berdosa.
Maryam, bekas pengajar di Majelis Nurul Mustofa yang dipimpin Habib H mengaku mendengar sendiri ajaran menyimpang yang diajarkan Habib H. “Saya denger sendiri dia bilang, zina itu nggak papa. (Karena tahu ajaran itu telah menyimpang) saya kemudian keluar,” kata Maryam.
Sayang, di tengah perbincangan dengan awak media, Maryam langsung meninggalkan kantor Komnas PA setelah menerima telepon dari seseorang.
Laporan Wartawan Tribunnews.com, Wahyu Aji
Penulis: Wahyu Aji  |  Editor: Anwar Sadat Guna/ Tribunnews.com